من أعظم المجزات التي حدثت لنبينا محمد صلى اله عليه وسلم مجزة الإسراء والمعراج وهي رحلة اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء, وقد بدأت هذه الرحلة بحادثة شق الصدر ثم الإسراء إلى المسجد الأقصى ثم العروج غلى الملكوت الأعلى , ونبدأ بأول مرحلة من مراحل هذه الرحلة العظيمة وهي : شق الصدر فقبل رحلة الإسراء نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وشق صدره , فاستخرج قلبه , ثم غسلة في طست _ إناء _ من ذهب بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وايمانآ فأقرغهما في صدره ثم أعيد القلب كما كان , وكانت هذه الحادثة الخارقة للعادة التي لا تستحيل على قدرته تعالى استعدادآ لرحلته عليه الصلاة والسلام إلى الملكوت الأعلى و ثم بدأت رحلة الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالقدس , بصحبة جبريل عليه السلام, ثم أتى بداية وهي البراق , وهي دابة فوق الحمار ودون البغل , فركبها حتى أتى بيت المقدس فربطه بحلقة باب المسجد , ثم دخل المسجد فصلى فيه ركعتين , ثم خرج فأتاه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن فقال جبريل : اخترت الفطرة, ثم كان العروج به إلى السموات , والمعراج هو الرحلة إلى التي بدأت من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى , بعد أن صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى وضع له ممعراج ممتد ما بين السماء والأرض , وهو الذي تعرج عليه أرواح بني آدم , ثم عرج به إلى السماوات بصحبة جبريل عليه السلام , وفي كل سماء يستفتح جبريل عليه السلام , ثم يسأل , ومن معك ؟
فيقول محمد و فيرحب به , فلقيا في السماء الدنيا ىدم وفي الثانية عيسىويحيى وفي الثالثة يوسف ,
وفي الرابعة إدريس , وفي الخامسة هارون , وفي السادسة موسى و وفي السابعة ابراهيم , ثم رفعت سدرة المنتهى وعندها فرض الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة , فطلب منه موسى أن يرجع إلى ربه فيسأله التخفيف , ففعل وخفف الله عنه ,ثم ما زال صاعدآ ونازلآ بين ربه وموسى طالبآ التخفيف حتى خففها الله فأصبحت خمس صلوات و ثم كانت العودة من السماوات العلى إلى بيت المقدس ثم إلى مكة....
ويقول أبن القيم في موقف قريش منةهذه الرحلة العظيمة : فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من أياته الكبرى , فاشتد تكذيبهم له وأذاهم وضراوتهم عليه , وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس , فجلاه الله له و حتى عاينه , فطفق يخبرهم عن آياته , ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئآ ....
فلم يزدهم ذلك إلا نفروا وأبى الظالمون إلا كفورآ .
هذه الرحلة التي راى فيها عليه الصلاة والسلام عجائب الأيات معجزة دلت على علو منزلته وارتفاع مكانته صلوات الله وسلامه عليه