حوار من القلب مع الحضري

بالرغم من كم التصريحات و الحوارات التى تناقلتها وسائل الإعلام و الصحافة مع الحضرى فى الشهور الأخيرة الا انه فضل ان يتحدث بقلب مفتوح فى حوار خاص جدا آثر ان يكون فى موقعه الرسمى، و لأول مرة يرد على اسئلة لم يسألها احد من قبل و يتطرق الى جوانب لم يتناولها الإعلام و الصحافة، فكان للموقع مع الحضرى – حارس مصر الأول - هذا الحوار
الشهرة ام المال ام التغيير ... ؟
كابتن عصام ماذا يعنى لك الإحتراف؟
-انه التجربة الجديدة .. خوض مجالات جديدة و تحدى نفسى فى الجديد. انا اعشق كرة القدم و لا استطيع الإبتعاد عنها. و اعشق عملى و اتمنى ان اطور نفسى فيه و ان اخوض كل التجارب الممكنة.
و هل الإحتراف فى نادى سيون حقق لك هذا؟
-انه تجربة مختلفة عن ما مارسته طوال 12 سنة. و هو فى كل الأحوال ما آمال ان يكون خطوة لى للإنتقال الى نادى آخر فى المستقبل.
كيف ترى ذلك بأنه خطوة للمستقبل؟ الكل يرى ان مستوى النادى الأهلى اعلى بكثير من نادى سيون.
-النادى الأهلى نادى بطولات .. نادى معروف قاريا و عالميا و لا احد ينكر ذلك .. و لكن لابد ان نعترف ايضا ان اللعب فى افريقيا يختلف عن اللعب فى اوروبا مهما كان النادى الأوروبى .. اللعب الأوربى مختلف . اسرع و مفتوح و اى لاعب افريقى مهما كان لابد ان يمر بمرحلة انتقال فى اندية اوروبية معقولة المستوى للإنتقال الى دوريات اكبر و نوادى اكبر .. فأنخراط اللاعب فى الملاعب الأوربية يطمئن الأندية الأخرى.
البعض يقول ان الحضرى احترف فى سويسرا
-و ماله؟ و بيكهام احترف فى امريكا و هى لا تاريخ و لا منافسة فى كرة القدم .. و سويسرا تملك تاريخا ووجودا جغرافيا و جماهيريا و سجل لإنجازات فى كرة القدم افضل من امريكا مئة مرة.
و لكن ماذا عن وفرة الأهداف فى مرماك بسيون؟
-احاول تعويض ذلك فكل لاعب فى حاجة لوقت كى يستقر فنيا مع فريقه و خط الدفاع فى سيون يحتاج بعض العمل من اجل رفع مستواه. و قد علقت كثيرا على هذا الموضوع و لا يوجد ما اضيفه.
بصراحة هل التأمين المادى هو سبب إحترافك؟
-اولا احب ان اؤكد ان السعى وراء المادة ليس شىء مخجل ما دام بما يرضى الله و مقابل عمل اعمله و اؤديه على خير وجه و اكسب به رزقا حلالا .. الكل يسعى على إختلاف المستويات الى عائد مادى افضل فى عمله ... فما بالك بلاعب كرة القدم صاحب العمر القصير فى الملاعب .. و لكن الهدف المادى ليس هو ما احترفت من اجله و لكن كما قلت انا اعشق كرة القدم عملى و اود ان اخوض تجربة جديدة خلاف ما مارسته طوال 12 سنة من اللعب امام نفس الأندية فى نفس البطولات .. اردت تغيرا فى حياتى و لا ادرى لماذا يلومنى الناس بسبب ذلك؟ انها فرصتى الوحيدة و الأخيرة.
اسباب العودة و اسباب الرحيل...
من ضمن ما قيل انك تركت النادى الأهلى بدون حارس مرمى .. ما صحة ذلك من وجهة نظرك؟
-من قال ذلك ؟ حراس المرمى فى النادى الأهلى على اعلى مستوى و ينقصهم الإحتكاك و استمرار الممارسة و كان لابد لأمير عبد الحميد ان يأخذ فرصته فى وقتا ما .. مثلما رغبت انا ان آخذ فرصتى فى الإحتراف. و بصراحة كان لابد من موقف لكى يتجرأ الجميع على التغيير و قبول خوض تجارب جديدة سواء بالنسبة للجهاز الفنى مع لاعبين جدد او بالنسبة للاعبين انفسهم.
ماذا عن شائعات انتقالك الى الزمالك؟
-مرة اخرى الجميع يطالبنى بكل الإجابات فى وقت واحد و انا لا املك كل الإجابات ، فأنا لم اصرح ابدا اننى سأنتقل الى الزمالك و لم اعلق على صحة المفاوضات من عدمها و كل ما يمكننى ان اقوله اننى الآن فى فترة مفاوضات اوروبية و بحث عن شىء جديد فى رحلة احترافى و لا زلت لا املك كل الإجابات لأننى لن اشترى نادى لألعب فيه، فالمفاوضات لا زالت جارية مع اطراف كثيرة.
ماذا تعنى بمرة اخرى؟
-اقصد بها عند عودتى للقاهرة فى مارس الماضى.
هذا يدفعنى للسؤال .. لماذا عدت الى مصر فى مارس الماضى؟
-عدت لكى اصالح الجماهير فى المقام الأول و لا ادرى ما الخطأ فى هذا.. الأهم اننى عدت لكى اؤكد للنادى الأهلى و مسئوليه اننى سأكون بجواره الى ان يحصل على اكبر مقابل مادى مقابل بيعى و اننى ندمت على سفرى دون اذن النادى.
اى انك لم تعود لكى تبقى كما ذكرت وقتها؟
-على العكس انا عدت لأبقى و كان البقاء احد الخيارات المطروحة و لكن يجب ان نكون منصفين فالثورة وقتها كانت شديدة على و لم اعرف ماذا اتوقع من موقف النادى الأهلى و الجماهير فالكل كان يطالبنى بكل الإجابات فى نفس الوقت على كل الأسئلة و انا لم اكن املك كل الإجابات فى الأيام التى تلت عودتى لأننى لم اكن الطرف الوحيد فى الموضوع .. فعندما ظهرت فى الحوارات التليفزيونية لم اكن قد اطلعت على رد فعل الجهاز الفنى للنادى الأهلى حول موقف عودتى و قبولى مرة اخرى فى الفريق.
بوضوح لو سمحت .. هل كنت تنوى البقاء ام لا؟
-كنت انوى البقاء لو سمح لى بالبقاء و لو سمح لى باللعب و بالتدريب الكافى الذى يكفل استمرار ارتفاع مستواى البدنى ، و ليس الإبقاء على بغرض كسب القضية فى الفيفا من قبل النادى الأهلى.
اى ان النادى الأهلى رفض وجودك؟
-المدير الفنى مانويل جوزيه رفض وجودى و اكد ذلك فى تصريحات فى وسائل الإعلام فى اليوم الذى تلى عودتى و كان يوم 1 مارس 2008. و احب ان اؤكد هنا اننى اكن كل إحترام و تقدير لكابتن جوزيه و اعتبره احد افضل المدربين الذين عملت معهم و انه على الرغم من سوء التفاهم الذى حدث بينى و بينه الا اننى اكن له احتراما شديدا.
-هل تلومه على موقفه؟
-اتمنى ان يسمح لى بتصفية الأجواء معه بغض النظر عن عودتى للأهلى او استمرارى فى الخارج.
-تردد انك عدت خشية الإيقاف.
-غير صحيح فلقد وقعت العقد مع سيون قبل عودتى و القضية كانت منظورة فى الفيفا وقتئذ .. فالخيارات وقتها كانت احدى خيارين اما ان ابقى فى النادى الأهلى و ادفع التعويض لنادى سيون و هو ما عرضته فى كافة وسائل الإعلام او انضم الى سيون و تأخذ القضية مجراها و هو ما يحدث الآن. فعودتى لم تكن لتخلق موقف ثالث خلاف هذا.
-لماذا قررت العودة لسويسرا؟
-الضغوط التى مارسها الإعلام و التشويه المستمر لصورتى امام الجماهير كانت فوق احتمالى. خاصة انه بات واضحا بالنسبة لى اننى لن استمر مع فريق النادى الأهلى و ان هذه هى رغبة المدير الفنى. فلماذا استمر اذا؟ و كان هناك سبب آخر مهم.

-ما هو ؟
-انها المسئولية التى تختفى امامها كل المسئوليات الأخرى و الإلتزام الأكبر فى حياتى الذى أضحى بكل شىء من اجله ... انها مسئوليتى كأب و مسئوليتى تجاه اسرتى. فلقد كانت الضغوط عليهم شديدة و بخاصة والدى و ابنتى الكبرى البالغة من العمر 10 سنوات فكانت تدرك كل ما يدور حولها و لم استطع ان اشرح لها شيئا لصغر سنها، و كنت ارى ان كل ما حولى يؤذيها فكان لابد لكل شىء ان يتوقف. كان لابد ان اضع حدا للتوتر و الصخب الذى كان يحيط بأسرتى و كنت مستعد لأن أضحى باى شىء و بأى ثمن مقابل ذلك، مقابل الإستقرار النفسى لبناتى و اسرتى و والدى ووالدتى.
-اى ان شعورك بالمسئولية أمام أسرتك كان الدافع الرئيسى لرحيلك مرة أخرى؟
-نعم بل استطيع ان اقول انها الدافع الأول و الأخير و الأهم و الذى اضحى بمستقبلى و حياتى و كل ما أملك فى سبيله فلا شىء فى الدنيا يضاهى حبى لبناتى و لا شىء كثير عليهم حتى مستقبل عصام الحضرى كلاعب.
حقيقة العودة للنادى الأهلى .... و خطط المستقبل
-كابتن عصام ماذا كنت تطلب من النادى الأهلى عقب عودتك الى مصر؟ ألم يكن محقا فى غضبه؟
-نعم كان محقا فى غضبه و لكنى كنت أطالب بفرصة لإثبات حسن نيتى و لم أحصل على هذه الفرصة ابدا.
-ماذا عن المقابل المادى ال 400 الف دولار .. الا ترى انه مقابل ضعيف جدا مقابل لاعب بكفأة و مستوى عصام الحضرى و نادى بأسم النادى الأهلى؟ الا ترى ان النادى الأهلى كان محقا فى رفضه؟
-من وجهة نظر الجمهور المصرى و النادى الأهلى هذا صحيح و لكن من وجهة نظر الأندية الأوروبية هذا خطأ. بمعنى ان سعر اللاعب فى اوروبا يتحدد على أساس سنه و مقدار خبرته فى الملاعب الأوربية بالتحديد. و الدليل على ذلك العروض التى وصلت الى زميلى القدير وائل جمعة البالغ من العمر 33 سنة و لا احد ينكر مستوى وائل جمعة و كفاءته. فقد وصل اليه عرض بريستول سيتى ب 150 الف جنيه إسترلينى اى نحو 350 الف دولار و كذلك عرض النادى اليونانى باناثانيكوس ب 500 الف دولار. و وائل جمعة مقارب لى فى نفس الفئة العمرية. و فى كل الأحوال فقد زاد المقابل المادى المعروض من سيون الى مليون دولار. و هو عرض جيد فى إعتقادى الشخصى.
كذلك احترف الحارس الفرنسى الثالث على العالم جريجورى كوبيه هذا العام و هو لاعب ليون الفرنسى و اول الدورى الفرنسى فى نادى اتليلتكو مدريد سابع الدورى الأسبانى بمبلغ 3 مليون يورو. و احب ان اشير الى ان كوبيه يبلغ من العمر 35 عاما مثلى تماما، و الحارس الأول لمنتخب فرنسا و حصل على بطولات عديدة مع ليون و مع منتخب فرنسا، فى حين أشترى ليون الحارس الفرنسى لوريس هذا الموسم بمبلغ 8.5 مليون يورو، اى ثلاث أضعاف سعر كوبيه. و لوريس ليس له اى تاريخ او أنجازات مقارنة بكوبيه و لكنه يبلغ 21 عاما.
-بمناسبة ذكر نادى ليون ما قصة الشائعات التى ترددت عن إنضمامك لنادى مفاجأة فى يناير القادم و ما قصة ال 50 % التى ذكرتها و التى عرضها نادى سيون على النادى الأهلى فى حالة إعادة بيعك الى اى نادى آخر؟
-الشائعات كثرت حول موضوع إحترافى و كما قلت ان ال 400 الف دولار التى عرضت من نادى سيون على النادى الأهلى بداية لم تكن سيئة و كانت قابلة للزيادة لو رغب النادى الأهلى .. أما عن ال 50 % فأنا طموحى الإنتقال الى نادى آخر إن شاء الله إذا قدر لى هذا و حيث ان النادى الأهلى صاحب الفضل على بعد الله سبحانه و تعالى فلقد أردت ان يشاركنى فى أى نجاح أحققه فى أوروبا. و اتحفظ على كلمة مفاجأة فكل شىء بإرادة الله اولا و أخيرا.

-و هل تطلب الآن العودة للأهلى؟
-لم أطلب العودة بالتحديد و لكن لا تلومونى على حنينى للأهلى و لبلدى و انا أؤكد لو النادى الأهلى طلبنى حكون موجود من بكرة. و أحب ان أؤكد شىء هام و هو ان هذا كان موقفى منذ البداية و اننى اتيت الى مصر فى مارس الماضى لأبقى و قلت أنا تحت امر النادى الأهلى و شكك فى كلامى البعض و لكن لم يتغير موقفى حتى الآن. و لقد قلتها من سبعة أشهر و أقولها الآن "أنا تحت أمرك يا أهلى" و ما أطلبه الآن هو ما طلبته عند عودتى فى مارس الماضى و هو تصفية الأجواء بغض النظر عن عودتى الى مصر او استمرارى فى الخارج.
-هل انت نادم على إحترافك؟

__________________